کد مطلب:323812 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:361

الاباحیة البهائیة و بروتوکولات صهیون
و اذا كان بعض الباحثین الثقات كالاستاذ احسان الهی ظهیر، یرون أن البهائیین لم یأخذوا بهذا المبدأ متأثرین بالحضارة الغربیة التی فتحت فی أحضانها دور الزنا و نوادی العراة و أندیة الرقص و بارات الخمر و خانات الخلاعة و المجون، فاننا نری أن البهائیة كانت تصدر فی ذلك عن المخطط الصهیونی الذی استهدف تخریب الانسان الاوربی و غیر الاوربی، من أجل سیادة الصهیونیة العالمیة، علی النحو الذی توضحه بروتوكولات حكماء صهیون. فالیهودی «اذا زنا بالیهودیة
حرام، و زناه بالأممیة و مثله زنا الیهودیة مع أممی (غیر الیهود من سائر الأمم) مباح كما یقول فیلسوفهم و ربانیهم الكبیر موسی ابن میمون، لأن الأممیة كالبهیمة» [1] .

من أجل ذلك استخدمت الصهیونیة صنم (البهائیة) و أتباعه كما استخدمت المذاهب المتناقضة لخدمة مصالحها، ما دامت تؤدی أخیرا الی تفكك العالم و القضاء علی أخلاقه و نظمه و أدیانه و قومیاته، و هذه هی العوائق ضد سلطتهم العالمیة فیما یرون.

هكذا عملت الصهیونیة و ما زالت تعمل تحت مسمیات أخری، و منها البهائیة. فالنظرة البهائیة للمرأة، هی نظرة المخططات الصهیونیة لتدمیر الكیان الانسانی الأممی (أی غیر الیهودی). منذ أخذت نظریة الرومان فی النساء تتبدل بعد فترة من شبه الاعتدال و التوازن برقیهم و تقلبهم فی منازل المدنیة و الحضارة. و ما زال هذا التبدیل یطرأ علی أنظمتهم و قوانینهم المتعلقة بالأسرة، و عقد الزواج و الطلاق، الی أن انقلب الأمر ظهر البطن، و انعكست الحال رأسا علی عقب، فلم یبق لعقد الزواج عندهم معنی سوی أنه عقد مدنی Civil contract فحسب ینحصر بقاؤه و مضیه علی رضی المتعاقدین. و أصبحوا لا یهتمون بتبعات العلاقة الزوجیة الا قلیلا. و منحت المرأة جمیع حقوق الأرث و الملك، و جعلها القانون حرة طلیقة لا سلطان علیها للأب و لا للزوج. و لم تصبح الرومانیات مستقلات بشؤون معایشهن فحسب، بل دخل فی حوزة ملكهن و سلطانهن جزء عظیم من الثراء القومی علی مسیر الأیام. فكن یقرضن أزواجهن بأسعار الربا الفاحشة، مما یعود به أزواج المثریات من النساء عبیدا لهن فی میادین العمل و الواقع! ثم سهلوا من أمر الطلاق تسهیلا جعله شیئا عادیا یلجأ الیه لأتفه الأسباب.. فهذا «سنیكا» الفیلسوف الرومانی الشهیر (4 ق. م - 56 م) یندب كثرة الطلاق، و یشكو تفاقم خطبه بین بنی جلدته فیقول: انه لم یعد الطلاق الیوم شیئا یندم علیه أو یستحی منه فی بلاد
الرومان. و قد بلغ من كثرته و ذیوع أمره، ان جعلت النساء یعددن اعمارهن باعداد أزواجهن!

و كانت المرأة الواحدة تتزوج رجلا بعد آخر، و تمضی فی ذلك من غیر حیاء. و قد ذكر «مارشل» (140 - 60 م) عن امرأة تقلبت فی احضان ثمانیة أزواج فی خمس سنوات. و أعجب من كل ذلك و أغرب ما ذكره القدیس (جروم) - 420 - 340 م - عن امرأة تزوجت فی المرة الأخیرة الثالث و العشرین من أزواجها و كانت هی أیضا الحادیة و العشرین لبعلها!

ثم بدأت تتغیر نظرتهم الی العلاقات و الروابط القائمة بین الرجل و المرأة من غیر عقد مشروع. و قد بلغ بهم التطرف فی آخر الأمر، أن جعل كبار علماء الأخلاق منهم یعدون الزنا شیئا عادیا.. فهذا «كاتو» Cato الذی اسندت الیه «الحسبة الخلقیة» سنة 184 قبل المیلاد یجهر بجواز اقتراف الفحشاء فی عصر الشباب. و ذلك «شیشرون» Ciceron المصلح الشهیر یری عدم تقیید الشبان بأغلال الأخلاق المثقلة، باطلاق العنان لهم فی هذا الشأن. و لا یقتصر الأمر علیهما، بل یأتی «ابكتیتس» Epictetus الذی یعد من المتصلبین فی باب الأخلاق من فلاسفة الرواقیین Stoics فیقول لتلامیذه.. و مرشدا و معلما..: «تجنبوا معاشرة النساء قبل الزواج - ما استطعتم - و لكنه لا ینبغی أن تلوموا أحدا، أو تؤنبوه، اذا لم یتمكن من كبح جماح شهواته..» [2] .

ثم كان من ثمرة هذه الاتجاهات ما سبق أن أثبته الأستاذ سید قطب [3] من انحلال عری المجتمع الرومانی.. ثم دمار هذا المجتمع.. و سقوط الدولة الرومانیة..
و من هذه الاباحیة المطلقة و الشهوانیة العارمة، و اعتبار اللذة غایة التقاء الجنسین التی لا غایة وراءها لیستمر الخیط الصهیونی لتتلقفه البهائیة فتذیعه بلا حیاء.

و قد استغلت البهائیة فی اطار المخطط الصهیونی ما وصل الیه مفهوم العلاقة بین الجنسین فی ظل التصور الكنسی..

فمن نظریتهم الاولیة الأساسیة فی هذا الشأن، أن المرأة ینبوع المعاصی، و اصل السیئة و الفجور، و هی للرجل باب من أبواب جهنم، من حیث هی مصدر تحریكه و حمله علی الآثام. و منها انبجست عیون المصائب الانسانیة جمعاء، فبحسبها ندامة و خجلا انها امرأة! و ینبغی لها أن تستحی من حسنها و جمالها، لأنه سلاح ابلیس الذی لا یوازیه سلاح من أسلحته المتنوعة، و علیها أن تكفر و لا تنقطع عن أداء الكفارة أبدا، لأنها هی التی قد أتت بما أتت من الرزء و الشقاء للأرض و أهلها..

و دونك ما قاله «ترتولیان Tertulian» احد أقطاب المسیحیة الأول و ألمتها، مبینا نظریة المسیحیة [4] فی المرأة..

«انها مدخل الشیطان الی نفسی الانسان، و انها دافعة بالمرء الی الشجرة الممنوعة. ناقضة لقانون الله. و مشوهة لصورة الله - أی الرجل»، «و كذلك یقول «كرائی سوستام Sostem» الذی یعد من كبار أولیاء الدیانة المسیحیة فی شأن المرأة: «هی شر لابد منه، و وسومة جبلیة، و آفة مرغوب فیها، و خطر علی الأسرة و البیت، و محبوبة فتاكة، ورزء مطلی مموه!».

«أما نظریتهم الثانیة فی باب النساء، فخلاصتها أن العلاقة الجنسیة بین
الرجل و المرأة هی نجس فی نفسها یجب أن تتجنب - و لو كانت عن طریق نكاح و عقد رسمی مشروع - هذا التصور الرهبتی للأخلاق الذی كانت جذوره تكاد تتأصل فی اوربة من قبل، بتأثیر الفلسفة الاشراقیة Neo-Platonism جاءت المسیحیة فزادته شدة، و بلغت به منتهاه. و ذلك أن اصبحت حیاة العزوبة مقیاسا لسمو الأخلاق و مهانة الطباع. و جعلوا یعدون العزوبة، و تجنب الزواج من أمارات التقوی و الورع و ذكاء الأخلاق. و أصبح من المحتوم لمن یرید أن یعیش عیشة نزیهة ألا یتزوج أصلا، أو لا یعاشر امرأته معاشرة الزوج لزوجته علی الأقل! و كذلك قرروا و وضعوا القوانین فی مؤتمراتهم الدینیة المتعددة بأن لا یختلی رجال الكنیسة بأزواجهم. و الا یتلاقی الرجل و المرأة منهم الا بمرأی من الناس، أو أمام رجلین من رجالهم علی الأقل.. و ما آلوا جهدا فی أن یثبتوا فی قلوب الناس الشعور ببشاعة العلاقة الزوجیة و تتجسها.. وخذ لذلك مثلا كان شائعا بینهم، أن الزوجین اللذین اتفق لهما أن یبیتا معا لیلة عید من الأعیاد، لا یجوز لهما أن یعیدا و یشتركا مع القوم فی رسومهم و مباهجهم، كأنی بهم یرون أنهما قد اقترفا اثما سلبهما حق المشاركة فی حفل دینی مقدس عندهم.. و قد بلغ من تأثیر هذا التصور الرهبنی، أن تكدر صفو ما بین أفراد الأسرة و العائلة من الأواصر. و حتی ما بین الأم و الولد منها. اذ أمسی كل قرابة و كل سبب ناتج عن عقد الزواج یعد اثما و شیئا نجسا!

«و هاتان النظریتان ما وضعتا من مكانة المرأة و حطتا من شأنها فی حقول الأخلاق و الاجتماع فحسب، بل كان من مفعولهما القوی، و نفوذهما البالغ فی القوانین المعینة، أن أصبحت الحیاة الزوجیة مبعث حرج وضیق للرجال و النساء بجانب، و بجانب آخر انحطت منزلة المرأة فی المجتمع فی كل ناحیة من نواحی الحیاة» [5] .
صحیح ان البهائیة أعطت المرأة ما لم یعطها أی دین آخر و لیس لدین أن یعطیها ما أعطوها، و كذب انهم أعطوها شیئا لأنهم كلما أعطوها شیئا أخذوا منها اشیاء، منحوها الحریة و سلبوا منها الطهارة و العفاف كما جردوها عن الحشمة و الحیاء و الوقار و كرامة الخاصة بهن.

و قد لاحظ الاستاذ احسان الهی ظهر فی سفره الی ایران عندما زارها للتحقیق و التنقیب عن البهائیة أنه لا یسمح العمل و التبلیغ فی تلك البلاد و لكنهم یعملون سرا وراء الستاثر و الانقیة، فدخل مجالسها و اندیتها التی یتسترون بها و رأی ان أكثر روادها من الشباب الفاسقین و السوقة المتعطشین لما یجدون متعة جنسیة رخیصة عندهم بسبب الاختلاط العام و الاباحیة المطلقة، و لا حظ فی كثیر من المجالس البهائیة بطهران و غیرها اكثریة الحضار من هذا القبیل، و لأجل ذلك رأی ان البهائیة منتشرة فی أوساط المراهقین و المتطلعین الی الجنس و المتعطشین لارواء غلتهم الشیطانیة من الفجور و الفسوق، و هذا أمر لا ینكر و لا یتنكر فی كل بلدة یوجد فیها مجالس البهائیة، و البهائیین.

و لهم فی ذلك عذر اشترطوا فی النكاح رضا الطرفین أولا و أخیرا و هما الولد و البنت لا الآباء و الأمهات كما یقول حسین علی فی «لوح زین المقربین»: «ضروری فی النكاح رضا الطرفین اولا ثم أخبار الوالدین بعد ذلك - فقط الاخبار - كذلك قضی الأمر من القلم الأعل انه هو الغفور الرحیم» [6] و أما فی البیان للباب ما كان حتی و لا الاطلاع للوالدین [7] .

[1] البروتوكولات ص 77.

[2] من كتاب (الحجاب) للأستاذ المودودي ص 23 - 20.

[3] المرجع السابق ص 55 - 53.

[4] الاولي ان نعبر دائما «بالنظرية الكنسية» لبعد ما بين حقيقة النصرانية و «التصورات الكنسية» سيد قطب: السابق ص 73.

[5] كتاب الحجاب للأستاذ المودودي ص 28 - 25.

[6] لوح زين المقربين للمازندراني نقلا عن كتاب «الحدود و الأحكام» لاشراق الخاوري، البهائي، ص 164.

[7] الباب السابع من الواحد السادس من «البيان العربي».